الجمعة، 26 نوفمبر 2010

Anna Karenina

Anna Karenina



ماالذي يجعل من وجه الممثلة الفرنسية “صوفي مارسو” الخالي من العنف والكراهية مرادفاً ومفضلاً للخيانة؟ هل البساطة والسذاجة التي تنطلي على الفتيات من أمثالها وأشباهها هو من جعل مخرجي هوليوود يختارون هذا الوجه الذي لا يوحي بأي سوء, وجهاً آخر للخيانة .. وللموت! في فيلم ميل جيبسون الشهير brave heart كانت صوفي مارسو على علاقة عاطفية بالبطل وليم والاس, وأقامة علاقات غير شرعية مع من يفترض أنه عدوها, وأصبح عشيقها, وأباً لطفل في أحشاءها!

تكرر هذا الأمر مرة أخرى وبشكل أكثر وضوحاً في فيلم “Anna Karenina ” ..المقتبس من رواية تولستوي العملاقة “آنا كارينينا”. أظن أني لست بحاجة لعقد مقارنة جديدة مرة أخرى بين الرواية والسينما. شاهدت ثلاثة أفلام في ظرف ثلاثة أشهر, وجميعها مقتبسة من روايات خالدة وكان القرار النهائي بجانب الرواية وتفضيلها على السينما. شاشة السينما محددة بمحيطها ومساحتها, وفي المقابل هناك الورقة التي لا يمكن أن يتاخمها شيء بفضل الكلمة. ولكن, لماذا التطرف, حتى لو كان الفيلم لم يقدم الرواية كما هي, لماذا لا أشاهده؟ العلاقة تكميلية بين الصورة والورق, بين اليد التي تُمسك الكتاب, وبين العين التي تشاهد.

وأنا أقرأ تولستوي وهو يصف جمال آنا الساحر كما يصفها كل من قابلها, الشيطاني كما تصفها كيتي, وفتنتها, ورقصتها تملكتني الرغبة الشديدة بأن أشاهد هذه المرأة التي هزت رجل كان على وشك زواج, وأصبح عشيقاً لامرأة متزوجة. علمتُ بأمر هذا الفيلم قبل أن أقرأ مشهد حفلة الرقص في الرواية, وبعد أن شاهدت هذا المشهد في الفيلم أصبحت “صوفي مارسو” في نظري هي “آنا كارينينا” في الرواية, وكما يصفها تولستوي ويرسمها كلوحة جميلة رائعة ومذهلة. آنا كارينينا في الرواية, وصوفي مارسو في الفيلم كانوا يتحدثون بلغة مختلفة لا يعرفها البعض, لغة العيون, بنظرة واحدة ينطلق منها قرار بانهيار عائلة, وإقامة علاقة.

يبدأ الفيلم بتصوير الموت بطريقة رمزية, كان ليفين يهرب في الريف, يحاول النجاة بنفسه من الذئاب التي تطارده, والتي هي بدورها الأسئلة المقلقة في الرواية, ثم يسقط في حفرة, ويتمسك بجذع شجرة قبل السقوط, ولو سقط, لوجد الموت الذي يفر منه, لأن أحد الحيوانات المفترسة اتخذ من الحفرة مصيدة للبشر. قبل هذا المشهد يبدأ السرد في الفيلم من ليفين, يقول بما معناه ” دوماً في أحلامي أتعلق بفرع شجرة, وأدرك تماماً أن الموت حتما ينتظرني, الخوف من الموت بدون معرفة الحب, كان أقوى من الخوف من الموت نفسه. أعرف الآن أني لم أكن لوحدي في رعب هذا الظلام, وكان أيضاً خوف آنا كارينينا”

الفيلم لمن لم يقرأ الرواية قد لا يعجبه – وجهة نظر -, ولكن الفيلم جداً أعجبني بسبب مشهدين فقط. المشهد الأول هو مشهد حفلة الرقص, وأبدع المخرج في تصويره وقدمه بصورة لائقة تماماً كما قرأت عنه في الرواية. المكان, القاعة, الموسيقى, الأزياء, الراقصين, الراقصات, كانت لوحة عجيبه فيها من السحر الكثير, يتجه الراقصون مع صوت الموسيقى بتناغم حاد كأنهم محترفين جداًً. كانت الصورة مثل الأمواج حين تثور, تأكل كل من يقف في وجهها, وكانت مثل الأمواج بالضبط, إذا انهارت فتاة لانهيار حبيبها أمام امرأة تشع بالفتنة, و اهتزت امرأة متزوجة لأول مرة تعرف طعم الحب, والعشق.

المشهد الثاني وهو مشهد الموت الأخير, تداعي الذاكرة والإحساس بالفشل يسيطر على آنا كما صورها تولستوي : “أين أنا؟ ولماذا أنا هنا؟ يا إله السماوات، اغفر لي كل شئ!”. ثم السقوط المريع و الموت الأخير. هذا المشهد يعيد إلي صورة المفتش جافير في فيلم البؤساء “Les Misérables ” للمخرج بل أوقست إذ صور إنهياره وانتحاره بسقوطه للبحر. لقد أحببت موت جافير, لم يتخاذل, ولم يتعب نفسه في التفكير, أخطأ واعترف بذنبه, وكفر عن ذنبه بالإنتحار. أما ” آنا ” فكان موتها مأساوياً أراد لها تولستوي أن يكون كل المأساة, وكل الفجيعة, وكل الموت.

سيناريو الفيلم قائم على الرؤية المختصرة للرواية. الحوارات الفلسفية كانت مهملة إذ يمكن تصويرها عن طريق تساؤلات شخصية ليفين المميزة في الفيلم .ليفين كان له حضور مميز في الفيلم و رائع, هو يشبه كثيراً ليفين الغارق في الشك حتى أخمص قدميه. كان تركيز المخرج الشديد منصباً في إظهار المشاهد التي لها تأثير مميز في الرواية, كمشهد التزلج, وسكة القطار, وحفلة الرقص, وحصاد القمح مع الفلاحين, وسباق الخيل, وخطبة ليفين وكيتي, والزواج. مشهد السباق المميز في الرواية أراد من خلاله المخرج انتهاء حالة العشق السري بين فرونسكي وآنا, لتظهر أمام كل الناس الموجودين في الإحتفال, وأمام زوجها كما هي موجودة في الرواية. كانت الصرخة التي رافقت اللحظات الأخيرة من السباق هي لحظة الاعتراف بوجود علاقة حب بين شاب من الطبقة الراقية وبين امرأة متزوجة.

نهاية الفيلم كانت مع كلمات ليفين – الشخصية التي على لسانها ينطلق الفيلم ويستمر – : ” و لكن حياتي الآن، كل حياتي، بغض النظر عن جميع ما قد يحصل لي، كل دقيقة منها، ليست فقط بلا معنى كما كانت في السابق، بل هي قد اكتسبت المعنى غير المشكوك به للخير الذي بإمكاني في كل لحظة أن أعمل لأجله.”

من اروع الكتب ومن أروع الأفلام أنصح جدا بمشاهدة الفيلم ... ودمتــــم :)

الأربعاء، 17 نوفمبر 2010

الأحد، 14 نوفمبر 2010

زينهـ و نحــول ...!


تم افتتاح البلوق :)

يالله حيهم .. ارحبو .. القهوه ياصبي <<-- متاثره بالمسلسلات الاردنيه:)


تم افتتاح البلوق متزامنا مع العيد الكبيرعيد اللحمه على قولت المصريين


 عيد الاضحى المبارك اعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات ..


والدعوه عامه ونمتنع عن العانيه :)